روابط المواقع القديمة للحزب
مُقدِّمة
1. جمع الحزب في مجال الصراع الأيديولوجي - السياسي و مداخلته في النضالات العمالية والشعبية، خبرة هائلة تزيد عن 100 عام. هي خبرة تبلورت بنحو أكثر نجاعة و جوهرية في الثلاثين عاماً الماضية، عندما خاض الحزب الشيوعي اليوناني، لأول مرة منذ تأسيسه عام 1918، معتمداً على قواه الخاصة، المعركة من أجل الحفاظ على هويته الشيوعية. و دُعي إلى إعادة التشكيل وإعادة التنظيم ومواصلة التطور اﻷبعد في ظروف الغلبة الكامل للثورة المضادة في بلدان وسط وشرق أوروبا وفي الاتحاد السوفييتي نفسه، أي في الدولة العمالية الأولى خلال القرن اﻠ20. حيث خاض الحزب الشيوعي اليوناني المعركة من أجل إعادة تشكيله الثوري برنامجياً و تنظيمياً، وتشكيل أنوية وبؤر كفاحية[1] في الحركة النقابية العمالية والحركات الاجتماعية الأخرى، التي إما كانت قد اندمجت بالكامل في النظام أو تفككت.
يمتلك الحزب الشيوعي اليوناني مرجعيات تاريخية قوية. حيث لم تضِع استمرارية الخبرة، و تمكَّن من الصمود والوقوف على قدميه مرة أخرى، و أن يقوم بخطى جديدة إلى الأمام في دراسة وتطوير النظرية، و في معالجة استراتيجية ثورية ضمن الظروف الجديدة المتحولة باستمرار في القرن الحادي والعشرين، مع قيامه بدارسة في العمق و وقوفه بثبات فوق أرضية خبرته المتراكمة لسنواته الـ 102.
و عالج الحزب برنامجه. و أثرى رؤاه البرامجية للإشتراكية - الشيوعية. و درس واستخلص استنتاجات من مسار البناء الاشتراكي، مع التركيز بنحو رئيسي على الاتحاد السوفييتي، و تتبَّع آثار أسباب انقلابات الثورة المضادة. و حاول و يحاول توسيع نفوذه الأيديولوجي - السياسي داخل الشعب. و طوَّر و يطوِّر نشاطه في الحركة الشيوعية العمالية الأممية، و في الحركة المناهضة للإمبريالية، و يسعى لفتح سُبُلٍ جديدة.
و من آراء كثيرة، فإن خبرة كل هذه السنوات اﻠ30 الماضية لا تقدر بثمن اليوم و لهذا السبب فإن دراستها ودمجها في العمل اليومي للحزب بأكمله، حيث دخلت و لا تزال تدخل أجيال أكثر شباباً في الصراع الطبقي الثوري، هو شرط لا غنى عنه من أجل قيام تعزيز كبير و متعدد الأوجه للحزب، على الأقل بالدرجة التي تقابل مسؤوليته التاريخية الذاتية تجاه طبقة بلادنا العاملة و شعبها، ولكن أيضاً في تجاوب و تفاعل مع الحركة الشيوعية و العمالية في منطقتنا، و أممياً.
إن وجود برنامج طليعي، مع مواقف تُثرى باستمرار على أساس التطورات المعاصرة و خبرة الصراع الطبقي الثوري، هو مقدمة هامة من أجل الوحدة الأيديولوجية - السياسية - التنظيمية وتعزيز ناجع للحزب. لقد استندت خبرة إعادة التشكيل التنظيمي في الثلاثين سنة الماضية على محاولة التطبيق الخلاق للموضوعات اللينينية بشأن حزب الطراز الجديد، الحزب الشيوعي. استندت إلى التجربة الإيجابية والسلبية من نشاط الحزب في ظروف العمل الشرعي أو السري، و غيرها. ومع ذلك، لم يكن من المستطاع الجمع بنحو متكامل بين محاولة استعادة الطابع الثوري للحزب مع الدراسة المتعمقة لمسائل اﻹرشاد ونوعية روابط الحزب مع القوى العمالية الشعبية ضمن ظروف جديدة و غير مسبوقة إلى درجة كبيرة.
و كان مطلب البناء الحزبي و تعزيز اﻷركان الإرشادية و المنظمات الحزبية القاعدية و تعزيز الشبيبة الشيوعية اليونانية قد طُرح عبر برنامجنا و نظامنا الداخلي عام 2013، باعتباره مشكلة و شرطاً مركزياً حتى يتمكن الحزب من التجاوب الكفؤ مع واجبه الثوري، ليصبح ما أسميناه "حزب السرَّاء و الضراء".
مضت للآن حوالي 8 سنوات على المؤتمر اﻠ19 و على النشر الجديد للقوى الحزبية، و على إقرار النظام الداخلي الجديد، وكذلك انقضت 4 سنوات على المؤتمر اﻠ20 حيث حددنا مشاكل العمل الإرشادي و خلُصنا إلى مقترحات و تخطيط طويل اﻷجل من أجل ترقيته. إن ذلك وقتٌ كافٍ للنظر إلى أين وصلنا، وإلى أي مدى تقدمنا نحو الأهداف التي حددناها، و أن نقيم الخبرة الإيجابية أو السلبية المكتسبة.
[1] إننا لا نقصد بمصطلح نواة – أنوية منظمات الحزب القاعدية، بل مجموعة من أعضاء الحزب أو غيرهم من العمال الناشطين بنحو طليعي منسق في موقع عمل ما، من أجل تطوير النضالات وتعزيز الصراع الطبقي.