روابط المواقع القديمة للحزب
ضرورة عاجلة هي تقوية العنصر الأيديولوجي في وظيفة جميع الهيئات الإرشادية
17. إن تعزيز العنصر الأيديولوجي هو عامل حاسم في تعزيز استراتيجيتنا من خلال النشاط اليومي في الوظيفة الداخلية الحزبية و الشبيبية، و في وظيفة الهيئات الإرشادية، بنحو يطوِّر الصراع الأيديولوجي في الحركة الجماهيرية و بالتأكيد في نشاط الحزب المستقل. على المكتب السياسي و أمانة اللجنة المركزية أن يُوجدا عوناً فورياً ومعمقاً نحو هذا الاتجاه. وبهذا النحو فقط سنتمكن من تقديم المساعدة الناجعة و الجوهرية للحلقة الإرشادية الحاسمة حيث ما زلنا نواجه صعوبات، و التي هي اللجان القطاعية من أجل منح العون للمنظمات القاعدية، وهي المسألة التي أثارها المؤتمر اﻟ20 بنحو عاجل.
لقد قامت خطوات واضحة في النقاش في اللجنة المركزية لتطورات و تكييف أسلوب معالجاتنا في جبهات الصراع، في فترة تحدث بها تحولات خطيرة. و بهذه الأسلوب سترتفع روح الجماعية و سيُضمن وصول جميع أعضاء اللجنة المركزية إلى المستوى الضروري من الرؤية الماركسية للمسائل الأساسية للاقتصاد، و لمشاكل الطبقة العاملة، والعاملين لحسابهم الخاص في المدينة والريف، و أن يتم اكتساب المعرفة العميقة عبر مناقشة البِدع البرجوازية والانتهازية من أجل عصرنة وتعميق مستوى العمل الإرشادي.
و مع ذلك، يبقى ضعيفاً الفحص النقدي الجماعي و العميق لخبرة الصراع الطبقي، والصراع الأيديولوجي السياسي، و تحريك القوى من الأسفل على أساس استراتيجية الحزب وخياراته الأساسية، و سياستنا بشأن التحالف الاجتماعي في ترابط مع تطوير البناء الحزبي.
و على الرغم من إنجاز خطى في النقاش حول ما سبق في الحركات منفردة، كحركة العاملين لحسابهم الخاص في المدن، و حركات المزارعين ونساء الأسر الشعبية، و غيرها، فإن هناك تأخر في تعميم خبرة الصراع الطبقي و النضالات المتمظهرة في قطاعات و مجالات الاقتصاد. حيث لم تنفذ بعمق و ترابط كافة المعايير من أجل نشاطنا في الحركة العمالية، وهي التي كنا قد حددناها في قرارات المؤتمرات والمؤتمرات الموضوعاتية للعمل في صفوف الطبقة العاملة وحركتها. و بالتأكيد أسهم في ذلك، عدم تمكننا من تنفيذ قرار المؤتمر اﻟ20 لعقد مؤتمر موضوعاتي على المستوى الوطني جديد حول إعادة تنظيم الحركة النقابية العمالية، والعمل في الطبقة العاملة والتحالف الاجتماعي.
18. إن الإعداد و التنظيم المعمق للنقاش، و لخبرة الصراع الطبقي في ترابط مع كيفية قيامنا بالإرشاد، وكيفية قيامنا بالتوجيه، و ماهية الإجراءات المحددة التي نتخذها، اعتباراً من اللجنة المركزية والهيئات الإرشادية الأخرى والفرق الحزبية المركزية[1]، ستسهم في تحقيق أكبر قدر من المشاركة في التفكُّر والنقاش لجميع أعضاء اللجنة المركزية، كما و لباقي الكوادر الإرشادية في جميع الهيئات.
إن العقبة الرئيسية أمام التطوير المتكامل النواحي للقدرات الإرشادية هي اجتزائية العديد من الكوادر، و هي التي تعود و إلى حد كبير إلى انشغالهم الحصري الجاري على أساس توزيع تكليف المهام، مما ينتج عدم معرفتهم للعمل الجماعي للهيئة التي تضمهم، كما و لجوانب أخرى للتطور اليومي المعقد للصراع الطبقي، وحتى للمواجهة السياسية الجارية. هي ظاهرة موجودة في جميع مجالات العمل، لكن كوادرنا المكلفة للعمل في الحركة هي بحاجة إلى مساعدة خاصة.
و يتمثل وجه ضعف هام في عدم تمكن أعضاء في اللجنة المركزية باعتبارهم أمناء منظمات منطقية، و مرشدي منظمات هامة، أثناء تموضعهم من تعميم استنتاجات الصراع الأيديولوجي والسياسي، إما بنحو عام أو من جبهات الصراع، و استنتاجات من تحسن تناسب القوى في منظمات عمالية و جمعيات المزارعين و العاملين لحسابهم الخاص و جمعيات الطلاب و في التفاف النساء في جمعيات و مجموعات الاتحاد النسائي اليوناني. و أن يعمموا أيضا الاستنتاجات المستخلصة من تدخلنا و من صراعنا في المؤسسات البرجوازية، و مؤسسات إدارة البلديات و المحافظات، و البرلمان و الجامعات أو من باقي مستويات التعليم المدرسي، وما إلى ذلك، ولكن أيضا من الصراع حول الوضع الاجتماعي للمرأة، و حول نظريات حول "النوع الاجتماعي" وجبهات الصراع الأخرى مثل المخدرات وحماية البيئة، إلخ.
ينبغي التغلب على التردد عن التحدث في جلسات الهيئات، بسبب الشك في المساهمة في تطوير الإثراء أو حتى التحسين، أو أينما يقدَّر لتصحيح المواضيع التي تطرحها توصيات المكتب السياسي أو الهيئات الأخرى. و أن تطور و في المقام الأول من جانب أعضاء اللجنة المركزية القدرة على تعميم الخبرة من العمل، بنحو موضوعي قدر الإمكان، دون تجميل أو موقف عدمي. هي قدرة تشترط وجود شجاعة ناقدة و ناقدة للذات، و روحاً جماعية، و تواصلٍ مباشر للجميع مع عمليات حركية و مع أجزاء ممثلة مختلفة -قدر اﻹمكان- لقوى شعبية عمالية.
هي مسائل تتعلق بجميعنا رجالاً و نساء. و بالتأكيد، فإن مصيرية هذه المسائل لا تظهر في ظروف جيدة نسبياً، كالحالية، بل في أوقات حزبية حرجة. و هناك العديد من الأمثلة التاريخية عليها. و يتمثل تعبير صعوبات اللجنة المركزية في دراسة مسائل الإرشاد وتعميم الخبرة في أن أعضائها، وخاصة أولئك المكلفين في عمل المنظمات، يجدون صعوبة في الإسهام عبر كتابة مقالات من شأنها توفير الخبرة لكوادر إرشاد أخرى في المنظمات و في الحركة النقابية العمالية و بنحو أوسع في الحركة الجماهيرية. من الضروري إدراك أن دراسة الخبرة وتعميمها من خلال المقالات، وخاصة في مسائل الإرشاد، هو جانب رئيسي من أجل تطوير الكوادر و اكتمالها. هناك حاجة إلى وجود معرفة أكثر شمولاً لكل النشاط الحزبي من قبل أعضاء اللجنة المركزية وليس فقط على أساس تكليفهم.
19. يتطلب التدريب على إبراز الجوانب الأيديولوجية والاستراتيجية لكل مهمة سياسية واجتماعية الوقت المناسب والتحضير لنقاشها في كل هيئة إرشادية. يتطلب روحاً جماعية في إعداد نقاش كهذا وعدم تركه - كما يحدث – بهذه الدرجة أم تلك لبعض "الخبراء" أو بناءاً على تكليف كل كادر. يتطلب محاولة كبيرة لكي يلجأ الكادر إلى النظرية والتجربة التاريخية ودراسة الموضوعات النظرية و أفكار الخصم الطبقي وليس فقط إلى عناصر الصراع كما تتجلى مباشرة في مختلف الحوامل الجماهيرية للحركات. و هو بالتأكيد، يتطلب تكليفاً مناسباًً داخل كل هيئة لقيام رصد منهجي كهذا و تعميق و معالجة لمواقفنا وليس فقط أو بشكل أساسي لمطالب الصراع أو لبرنامج مداخلة ما، مهما كان قدر أهمية قيام هذه الأخيرة.
و يتطلب اكتساباً تدريجياً للقدرة والمنهجية لمساعدة جميع الهيئات الإرشادية على نقاش جوهري لكل نشاط في الحركة، و على جبهات الصراع، لإضاءة المسائل الرئيسية أيديولوجياً وسياسياً، كما و التناقضات وتضارب المصالح، و جذور المشاكل، و مواقف القوى السياسية الأخرى، و لإظهار الحلول. لكي تتواجد بالتالي، في صدام و قطع مع الآراء البرجوازية والانتهازية و ربط كل هذا مع ضرورة الاشتراكية الشيوعية.
لقد توجب على المكتب السياسي أن يبرمج تنظيم نقاش في اللجنة المركزية في كثير من الأحيان لمزيد من المواضيع الأيديولوجية و الحركية و الوظيفية، حتى لو كان هذا يثقل كاهل اجتماعاتها. و كان يجب تعزيز عنصر المسؤولية الشخصية لجميع أعضاء اللجنة المركزية ذاتها في معالجة القرارات، ومراقبتها وتعزيزها، من أجل جميع مسائل الحزب.
[1] وفقاً للفقرة 38 من النظام الداخلي للحزب: "بغرض تنفيذ أكثر فعالية لمهمة الحزب ضمن المنظمات الجماهيرية العمالية و الشعبية، تقوم هيئات الحزب القيادية بإنشاء فرق حزبية مُشكِّلة من أعضاء الحزب المنتخبين في إدارات النقابات و غيرهم من أعضاء الحزب، الذين ينشطون تحت قيادتهم من أجل تخصيص و تعزيز و دفع أهداف الحزب. و في حال غياب وجود أعضاء حزبيين منتخبين في قيادات المنظمات المذكورة، يجري تشكيل فرقة حزبية قليلة العدد من أعضاء الحزب الذين ينتمون ويعملون في المنظمة الجماهيرية المعنية.
و في استطاعة الفرق الحزبية، بعد الحصول على موافقة منظمات الحزب، إجراء اجتماعات أعضاء الحزب ومؤيديه المتواجدين أو الناشطين في المجالات المتعلقة.
تقوم الفرق الحزبية بمناقشة مشاكل مجال عملها، على أساس المواقف العامة للحزب و توجهات الهيئات القيادية المعنية”.