روابط المواقع القديمة للحزب
من أجل عمل الحزب والشبيبة الشيوعية في مجال الثقافة
44. في الفترة التي تلت المؤتمر السابق، سجلت خطوات جديدة في مداخلة الحزب في الثقافة. النشاط الثقافي الثري الذي استمر بوتيرة أعلى من خلال المؤتمرات العلمية ، ومهرجانات الشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها "أوذيغيتيس"، والإنتاج الفني الكبير، والحفلات الموسيقية، و اﻹهداءات، والمعارض، ومسابقات الأعمال الفنية الأصلية، و اتسم بمستوى أعلى و مقاربة أعمق لموضوع الفن من جانب الحزب و الشبيبة الشيوعية. و من حيث الكم والنوع ازداد عدد الفنانين والمثقفين وغيرهم من المتخصصين في مجالات الفن الذين شاركوا أو ساهموا بنحو فعال في كل هذا النشاط. و قامت بعض المنظمات الحزبية، مستفيدة من الخبرة المركزية بتطوير مبادرات مماثلة على المستوى المحلي بنتائج ملحوظة.
أسهم النشاط الثقافي المكثف في هذه السنوات، وكذلك المبادرات التي طورتها قوى الحزب في الحركة الجماهيرية للعاملين في مجال الثقافة، و بنحو أكثر شدة في الفترة الأخيرة للوباء، في رفع مكانة الحزب بنحو أعم في مجال الثقافة على وجه الخصوص. و من خلال كل نشاطه، واهتمامه العملي بالمشاكل الحادة للفنانين والعاملين الآخرين في المجال وتقديره لعطائهم الاجتماعي، يكسب الحزب احترامهم ، و يخلق الأرضية لتغلبهم على الموانع و لتقاربهم مع سياسته. إن علاقة هؤلاء بالفن في كل اﻷحوال، تمنح موقفهم زخماً مختلفاً تجاه الواقع الاجتماعي القاتم.
و مع ذلك فإن التفاف عدد كبير من الفنانين الذي تم تحقيقها للآن حول الحزب، لا ينبغي أن تؤخذ على أنه أمر مرضي أو مضمون. من المطلوب قيام محاولة كبيرة مع نقاش سياسي منهجي ثابت من أجل الحفاظ على هذا الالتفاف وتوسيعه، و في المقام الأول لتنمية روابط سياسية و أيديولوجية مع الفنانين الموهوبين الأصغر سناً، وهو جانب يُسجل ضمنه تأخر.
45. يُستشف بشكل عام وجود اتجاه للتغلب تدريجياً على الرؤية المتواجدة في صفوفنا و التي - كما أشير في المؤتمر اﻟ20 للحزب - تواجه الثقافة كعنصر تزييني لعمل الحزب السياسي. لقد بدأ الاعتراف بالثقافة - وخاصة تلك المجندة وفق المثل الشيوعية - باعتبارها ميداناً آخر للصراع الطبقي، كمجال حاسم لنشاط الحزب، قادر من خلال وسائله الخاصة - الجمالية والفنية - على التعبير و الترويج لأيديولوجيا الشيوعية و لضرورة الاشتراكية - الشيوعية.
ومع ذلك، هناك حاجة لإدراك أعمق أن أهم وظيفة للفن والثقافة بنحو أشمل هي الإسهام في توسيع الأفق الثقافي، والمساهمة في التنمية متعددة الأوجه للشخصية، وبالتالي في قدرة الشيوعيين على فهم الواقع الاجتماعي والتأثير فيه. حيث ضرورية هي هذه العناصر لكسب دورهم كطليعة سياسية ثورية.
إن الإمكانات التي لا تزال غير مستغلة في مجال الثقافة لتطوير التدخل السياسي للحزب، تطرح بنحو أكثر إلحاحاً الحاجة إلى التغلب على التفاوت الكبير بين منظمات الحزب من حيث مستوى تنظيم العمل الثقافي، عبر تشكيل لجان ثقافية في جميع المنظمات المنطقية و منظمات الفنانين في المدن الكبرى على الأقل، و المراقبة المنهجية للمجال، و الإلمام الأكبر بموضوع الفن و النشاط الثقافي المستقر.
46- على الرغم من أي إنجازات حققت في العمل الثقافي للحزب، لا يزال الطريق طويلاً لاكتساب المعرفة والقدرة على مواجهة النظريات البرجوازية المعاصرة حول محتوى الفن، والتي يتم زرعها بشكل منهجي أيضاً عبر إتاحة إنفاق كبير عبر شبكة من مؤسسات الدولة و مؤسسات مجموعات الأعمال والجامعات، مما يؤثر بشكل جاد على أجيال الفنانين الأصغر سناً والأكثر تعليماً.
إن السمة المركزية والأكثر خطورة لهذه النظريات هي تقديم مسائل اجتماعية معقدة، كالعنف ضد المرأة، "الهوية الجنسية"، والعنصرية، وما إلى ذلك، من زاوية الحقوق الفردية. وبهذا النحو فهي تخفض مستوى الحاجة إلى حماية ضحايا جميع أنواع العنف، والعنصرية، والاغتراب، بسبب الجنس، والدين، والتوجه الجنسي، وما إلى ذلك.
هذا و يتضح أن هناك حاجة لتكثيف المحاولة الدراسية لمعالجة مسائل نظرية للفن المعاصر والأدب بالتنسيق مع عمل مرشحي الدكتوراه في مواضيع مماثلة. يتمثل أحد العوامل الأساسية في تعزيز تدخل الحزب في مجال الثقافة في تطوير جيل جديد من الفنانين - المبدعين والعلماء في مجال الفن، و هو الذي سيمتلك مع مواهبه ومعرفته بأدوات الفن تأهيلاً ماركسياً، كمقدمة حاسمة لخلق عمل فني طليعي ذو قيمة جمالية عالية. إننا بصدد هدف صعب، من غير المسموح تركه للصدفة، خاصة في ظل الظروف الحالية المضادة للثورة و التراجع الكبير للحركة الشيوعية. و هو يتطلب محاولةمستمرة مديدة الوقت، والتي على الرغم من أن نتائجها لن تظهر على الفور، ستثبت قيمتها في النضال من أجل التحول الثوري للمجتمع.